جوني إيف وOpenAI ولادة جهاز جديد يعيد تعريف علاقتنا مع الذكاء الاصطناعي
في تحرك استراتيجي هو الأول من نوعه، أعلنت شركة OpenAI، المطورة لتقنية ChatGPT، عن شراكة جديدة من العيار الثقيل مع أسطورة التصميم جوني إيف، المصمم الرئيسي السابق لأشهر أجهزة Apple. ولكن هذه المرة، الهدف مختلف: ابتكار جهاز ذكاء اصطناعي فريد من نوعه يعيد صياغة علاقتنا مع التكنولوجيا.
لماذا هذا التعاون مهم؟
التعاون لم يأتِ من فراغ، بل جاء مدعوماً بصفقة استحواذ ضخمة، حيث استحوذت OpenAI في مايو 2025 على شركة "io" التي أسسها إيف، في صفقة قُدرت قيمتها بنحو 6.5 مليار دولار. وبهذا تنضم شركة التصميم المتقدمة إلى OpenAI في مشروع جريء لتطوير جهاز ذكاء اصطناعي لا يشبه أي جهاز آخر نعرفه اليوم.
وقال جوني إيف: "الأجهزة التقليدية، من هواتف إلى حواسيب، لم تعد تواكب التقدم الذي حققه الذكاء الاصطناعي. آن الأوان لإعادة التفكير بها من جديد."
من جهته، وصف الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، سام ألتمان، النموذج الأولي الذي عرضه عليه إيف بأنه: "أروع قطعة تكنولوجية ستراها البشرية على الإطلاق."
بدون شاشة؟ بدون شكل تقليدي؟ إذًا ما هو هذا الجهاز؟
ما نعرفه حتى الآن من المصادر الموثوقة مثل The Verge وWSJ هو أن الجهاز:
-
لن يحتوي على شاشة.
-
لن يكون قابلاً للارتداء، مثل الساعة أو النظارة.
-
سيكون جهازاً مرافقًا يعمل كجزء من "الحياة اليومية" وليس أداة نُمسكها أو نحدق فيها.
يصفه البعض بأنه جهاز "يعمل في الخلفية"، يجمع المعلومات من المحيط ويفهم السياق، ويتيح التفاعل الصوتي الذكي مع الذكاء الاصطناعي، بطريقة أكثر إنسانية وسلاسة.
الصوت هو المستقبل
العديد من الخبراء يؤكدون أن الصوت سيكون الأداة الأساسية للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القادمة، بدلاً من الشاشات واللمس. الجهاز المنتظر من OpenAI يبدو وكأنه أول خطوة حقيقية نحو هذا الاتجاه.
بعيدًا عن السحابة: ذكاء محلي أكثر أمانًا وكفاءة
المثير في الأمر أن الجهاز الجديد، حسب التحليلات، لن يعتمد على الاتصال الدائم بالإنترنت أو بالخوادم السحابية، بل سيعتمد على معالجة البيانات محليًا على الجهاز نفسه.
الخبير التقني أوليفييه بلانشارد علّق قائلاً: "لا يوجد طاقة كافية في العالم لدعم التوسع اللامحدود للذكاء الاصطناعي السحابي، ويجب التفكير محلياً."
هذا التوجه سيساعد على تقليل استهلاك الطاقة، زيادة الأمان، وتحقيق تفاعل أسرع وأكثر موثوقية.
لماذا هذا الرهان الآن؟
العالم الرقمي يشهد سباقًا بين عمالقة التكنولوجيا لتقديم أجهزة ذكاء اصطناعي. غوغل أعلنت نظارات ذكية، وأمازون تواصل تحسين "أليكسا"، وآبل تتحرك بوتيرة بطيئة نسبياً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
لكن بعد فشل جهاز AI Pin من شركة Humane، الذي لم يصمد في السوق لأكثر من عام رغم سعره المرتفع (699 دولاراً)، بات واضحًا أن الجمهور ينتظر شيئاً أكثر نضجاً وابتكاراً. وهنا تراهن OpenAI وجوني إيف على تقديم تجربة مختلفة كليًا، مبنية على الخصوصية، البساطة، والذكاء الحقيقي.
متى سيرى الجهاز النور؟
وفق تقارير متعددة، من المتوقع أن يبدأ الإنتاج الفعلي للجهاز في أواخر 2026 أو بداية 2027، مع طموحات بالوصول إلى ملايين المستخدمين بسرعة. المشروع يحظى بدعم تمويلي قوي واستراتيجية واضحة، ما يجعله من أكثر المشاريع المنتظرة في عالم الذكاء الاصطناعي.
الخلاصة:
نحن على أعتاب مرحلة جديدة كلياً من التكنولوجيا. مرحلة لا تعتمد على الشاشات أو التطبيقات، بل على الذكاء الاصطناعي المحيط بنا، الذي يفهمنا ويتفاعل معنا، كما لو كان جزءًا طبيعيًا من حياتنا اليومية.
إذا نجح هذا المشروع، فقد لا نحتاج بعد اليوم إلى حمل هواتفنا… لأن الذكاء الاصطناعي سيكون حاضرًا دائمًا، في كل لحظة، دون أن نلمسه أو نراه.